علماء بالأزهر يكشفون حقيقة حديث الصيحة في النصف من رمضان 

ارشيفية
ارشيفية

انتشر علي مواقع التواصل الإجتماعي بشكل كبير حديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم يحذر فيه من صيحة أو هبدة وصوت ضخم يحدث إذا وافق النصف من رمضان ليلة الجمعة وكثرت التكهنات بصحة هذا الحديث مما أثار رعب الكثير من المسلمين .

فقد تردد أن هذا الحديث قد رواه الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تكون هدة في شهر رمضان، توقظ النائم وتفزع اليقظان، ثم تظهر عصابة في شوال، ثم معمعة في ذي الحجة، ثم تنتهك المحارم في المحرم، ثم يكون موت في صفر، ثم تتنازع القبائل في الربيع، ثم العجب كل العجب بين جمادى ورجب، ثم ناقة مقتبة خير من دسكرة تقل مائة ألف

ورداً علي حول ما أثير علي مواقع التواصل الإجتماعي أوضح علماء بالأزهر الشريف مدي  صحة هذا الحديث من عدمه ' حيث أوضح الدكتور عبدالفتاح علي من علماء الأزهر الشريف  أن العلماء  قالو عن هذا الحديث  أنه منكر لا يصح ، وكذلك لم يرد بسند مقبول ، ولم يثبت من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .

وتابع : كما أن الواقع يكذبه ويرده ، فقد وافق في أعوام كثيرة سابقة مجيء يوم الجمعة في الخامس عشر من رمضان ، ولذلك حكم عليه العلماء بالوضع والكذب .

واستشهد الدكتور عبد الفتاح بقول الإمام  العقيلي رحمه الله :حيث قال في كتابه"الضعفاء الكبير "رقم  (3/52) . " ليس لهذا الحديث أصل من حديث ثقة ، ولا من وجه يثبت ".

،كما استشهد  بقول ابن الجوزي رحمه الله في باب خاص عقده باسم " باب ظهور الآيات في الشهور " من كتاب " الموضوعات " رقم (3/191): " هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ".

،كما أورد الدكتور عبدالفتاح ما ذكره ابن القيم رحمه الله في كتاب  " المنار المنيف " (ص/98) في أحاديث لا تصح في التواريخ المستقبلية ، قال : " كحديث : يكون في رمضان هدة توقظ النائم ، وتقعد القائم ، وتخرج العواتق من خدورها .... إلى آخر الحديث 

ولفت إلى أن هذا الحديث لا أساس له من الصحة، بل هو باطل وكذب ، وبذلك يعلم كل من يطلع على هذه الكلمة أنه لا يجوز ترويج هذا الحديث الباطل ، بل يجب تمزيق ذلك وإتلافه والتنبيه على بطلانه.

واوضح أنه قد احتج البخاري ومسلم  رضي الله عنهما برواة هذا الحديث عن آخرهم غير مسلمة بن علي الحسني، وهو حديث غريب المتن، ومسلمة أيضا ممن لا تقوم الحجة به. واللفظ كما في "كنز العمال": عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان صيحة في رمضان فإنه يكون معمعمة في شوال، وتمييز القبائل في ذي القعدة، وتسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم، وما المحرم -يقولها ثلاث مرات- هيهات هيهات، يقتل الناس فيه هرجا هرجا، قلنا: وما الصيحة يا رسول الله؟ قال: في النصف من رمضان ليلة الجمعة فتكون هدة توقظ النائم وتقعد القائم، وتخرج العواتق من خدورهن في ليلة جمعة في سنة كثيرة الزلازل والبرد، فإذا وافق شهر رمضان في تلك السنة ليلة الجمعة، فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة في النصف من رمضان، فادخلوا بيوتكم وأغلقوا أبوابكم وسدوا كواكم ودثروا أنفسكم وسدوا آذانكم، فإذا أحسستم بالصيحة فخروا لله سجدا، وقولوا سبحان القدوس، سبحان القدوس ربنا القدوس، فإنه من فعل ذلك نجا، ومن لم يفعل هلك. قال الذهبي في "التلخيص": ذا موضوع، وحكم بوضعه ابن القيم في "المنار المنيف".